قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره:
لما ذكر تعالى مخاطبة أهل الجنة مع أهل النار، نبه أن بين الجنة والنار حجاباً، وهو الحاجز المانع من وصول أهل النار إلى الجنة، قال ابن جرير: وهو السور الذي قال اللّه تعالى فيه: {فضرب بينهم بسور له باب} وهو الأعراف الذي قال اللّه تعالى فيه: {وعلى الأعراف رجال}، ثم روى بإسناده عن السدي أنه قال في قوله تعالى: {وبينهما حجاب} هو السور وهو الأعراف، وقال مجاهد: الأعراف حجاب بين الجنة والنار سور له باب. قال ابن جرير: والأعراف جمع عرف، وكل مرتفع من الأرض عند العرب يسمى عرفاً، وإنما قيل لعرف الديك عرفاً لارتفاعه. وعن ابن عباس: هو سور بين الجنة والنار، وقال السدي إنما سمي الأعراف أعرافاً لأن أصحابه يعرفون الناس،
واختلفت عبارات المفسرين في أصحاب الأعراف من هم؟ وكلها قريبة ترجع إلى معنى واحد، وهو أنهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم (قال بذلك حذيفة وابن عباس وابن مسعود وغير واحد من السلف). وقد جاء في حديث مرفوع رواه الحافظ ابن مردويه عن جابر بن عبد اللّه قال: سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عمن استوت حسناته وسيئاته، قال: "أولئك أصحاب الأعراف لم يدخلوها وهم يطمعون". وقال ابن جرير عن حذيفة أنه سئل عن أصحاب الأعراف، قال فقال: هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم، فقعدت بهم سيئاتهم عن الجنة، وخلفت بهم حسناتهم عن النار. قال: فوقفوا هناك على السور حتى يقضي اللّه فيهم