بسم الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على نبيه وعبده، وآله وصحبه ووفده.
أما بعد: ففي زمن الفتن يجنح السواد الأعظم من الناس إلى (منهج السلامة )، بينما تميل الصفوة المختارة والطائفة المجتباة إلى (سلامة المنهج).
ولقد نظرنا بعين الدليل والبرهان ونور الحجة والبيان، فرأينا أن الدعوة السلفية فيها سلامة منهجنا، وصفاء عقيدتنا، وآخِيَّةُ إخوتِنا، فاخترناها على علم، وكانت خيارنا عن عزم وجزم وحسم، لا نقيل ولا نستقيل، حتى يبلغ الكتاب أجله، والغاية محلها -بمنَّة اللهِ تعالى وتوفيقه-.
وذلك أن هذه الدعوة المباركة:
1- هي الإسلام المصفى المنزل على قلب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كتاباً يتلى وسنة صحيحة تروى؛ فهي الدين عند الله: {إنَّ الدِّين عند الله الإسلام} ولن يقبل غيره: {ومَن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة مِن الخاسرين} فالواجب أن نرضى بما رضي الله لنا {ورضيت لكم الإسلام ديناً}.
2- هي منهج الفرقة الناجية والطائفة المنصورة؛ لأنها ميراث السلف الصالح من الصحابة الأبرار والتابعين الأخيار وتابعيهم بإحسان؛ فالواجب التمسك بغرزهم والاقتداء بسيرهم: {والسابقون الأولون مَن المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم}.
3- هي سبيل المؤمنين؛ كما تواطأت كلمات أئمة الدين، وتواترت عبارات المحدثين، واتفقت أفهام العلماء المحققين، فالواجب اتباع سبيل المؤمنين: {ومَن يشاقق الرسول مِن بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً}.
4- كل الدعوات وجميع الحركات مؤطرة بأطر بشرية حيث ينتهي نسبها أو يرتبط سببها بشيخ أو حزب أو تنظيم أو طائفة أو جماعة إلا هذه الدعوة المباركة؛ فإسنادها ينتهي عالياً إلى محمد صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن رب العزة -تبارك اسمه وتعالى جده-؛ ولا إله بحق غيره ولا رب سواه.
{قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإنْ تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وأن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين}.
5- هذه الدعوة المباركة فيها العصمة من الفتن، والسلامة من المحن، والهداية من الضلال، والمخرج من العماية والغواية؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء والراشدين المهديين من بعدي عَضُّوا عليها بالنواجذ».
6- هذه الدعوة المباركة هي المنقذ للأمة من وهنها وللبشرية مِن أدوائها.
عن أبي واقد الليثي -رضي الله عنه- قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ونحن جلوس على بساط: «إنها ستكون فتنة»، قالوا: وكيف نفعل يا رسول الله؟ فرد يده إلى البساط فأمسك به فقال: «تفعلون هكذا» وذكر لهم رسول يوماً «أنها ستكون فتنة» فلم يسمعه كثير من الناس، فقال معاذ بن جبل: ألا تسمعون ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: ما قال؟ قال: «إنها ستكون فتنة» فقالوا: فكيف لنا يا رسول الله؟ وكيف نصنع؟ قال: «ترجعون إلى أمركم الأول».
7- هذه الدعوة السلفية هي مناط النصر المبين، والاستخلاف والتمكين، وظهور الدين على جميع الأديان بفضل الواحد الديان: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدِّين كله ولو كره المشركون}.
8- هذه الدعوة السلفية هي الفرقان الذي نبصر به، ونسترشد بنوره، فتستبين لنا سبيل المجرمين: {وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين}.
9- هذه الدعوة السلفية هي الميزان حيث يتقدم فيها العبد بعلمه وعمله وتقواه وجهده وجهاده فهي ليست عرضاً زائلاً ولا سفراً قاصداً.
10- هذه الدعوة السلفية هي المعيار لمنهج العبد وعقيدته وسلوكه وتربيته، فقد جعلها صلى الله عليه وسلم كذلك عندما سبر عبادة الخوارج وبيَّن فساد منهجهم: «سيخرج من ضئضئ هذا قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم»، فالخوارج أكثر الناس صلاة وصياماً وقراءة ومع ذلك لم يزدادوا من الله إلا بُعداً.
والمعيار لذلك كله عبادة الصحابة وفهمهم ومنهجهم.
هذه هي الدعوة السلفية المباركة من ألفها إلى يائها من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ورثها علماؤنا الكبار الكبار: الألباني وابن باز والعثيمين -رحمهم الله-، ومَن سار على مثلِ ما كانوا عليه، وَدَعَوا إليه. . .
{مِن المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم مَن قضى نحبه ومنهم مَن ينتظر وما بدلوا تبديلاً}.
وبالجملة؛ فهذه هي الدعوة السلفية المباركة: تهدي البشرية إلى الإيمان والأمن والأمان والرحمة والاستقرار والثبات والاستمرار والازدهار:
{قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور باذنه ويهديهم الى صراط مستقيم}. __________________
الحمدلله على نعمة الإسلام
( وان تعدوا نعمة الله لاتحصوها)