هناك أحاديث نبوية صحيحة في وصف جهنم تتحدث عن وجود مناطقباردة نسبيا في جوفها؛ فهناك مثلا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "ناركم هذه جزء من سبعين جزءاً من حر جهنم" فقالوا: والله إنها كافية يارسول الله. قال: فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءاً كلها مثل حرها. (رواه مسلم والبخاري)!!
... أيضا ثبت وجود منطقة زمهرير مثلجة داخل جهنم يعذب الله بها الكافرين ويحمي منها المؤمنين بحيث (لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا)..
كما جاء في السنة المطهرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اشتكت النار الى ربها فقالت يارب أكل بعضي بعضا فأذن لها بنفسين ، نفس في الشتاء ونفس في الصيف فهو أشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير" (البخاري ومسلم)!!
... ورغم غرابة (اجتماع النار والزمهرير في مكان واحد) إلا أن الظاهرة لا تعد مستحيلة من الناحية الفيزيائية.. فالشمس التي نراها مثلا - والتي تعد نموذجا لجهنم الدنيا - تعتمد على حرق الهيدروجين لإطلاق الحرارة والضوء (في عملية تعرف باسم الاندماج النووي). وهذا الاندماج أمكن تحقيقه على الارض من خلال ما يعرف بالقنابل الهيدروجينية.. وحين أجريت التجارب على هذا النوع من القنابل لاحظ العلماء ان مركز الانفجار ذاته يصبح باردا الى حد كبير. فحين تنفجر القنبلة الهيدروجينية تنطلق العواصف النارية (من الداخل الى الخارج) محدثة تفريغا هوائيا في المركز يسبب برودة شديدة وغير متوقعة..
والشمس بدورها عبارة عن قنبلة هيدروجينية ضخمة (مستمرة في دفقها الانفجاري) تنطلق فيها عواصف النار من الداخل للخارج فتخلق داخلها منطقة تفريغ دائم. وهذا التفريغ الدائم - في جوفها - يشكل منطقة باردة قد تصل الى حد الزمهرير والتجلد.. فمن المفترض أنه كلما زاد حجم الانفجار - والتفريغ الداخلي - زادت برودة الجوف والمركز. وفي حالة الشمس(التي يزيد حجمها على الأرض ب 13.000.000مرة) قد تصل برودة المركز الى حد تكون كتلة جليدية صلبه من الهيدروجين الأبيض...
وللأمانة أقول - قبل أن يخبرني أحد - أن هذه الفرضية تعاكس الرأي العلمي السائد حاليا بخصوص الشمس (الذي يرى أن الحرارة في مركزها تتجاوز 15مليون درجة مئوية في حين تخف كلما صعدنا للخارج حتى تنخفض على سطحها الى 5500درجة فقط).. ولكن ؛ في حين يمكن رؤية وقياس حرارة السطح والهالة الخارجية يستحيل التأكد من حرارة المركز أو قياس الطبقات الداخلية فيها.. أضف لهذا أن الشمس - كما هو مشاهد - عبارة عن كتلة متماسكة من الخارج ذات شكل كروي ثابت. ولو كان باطنها حاراً لهذه الدرجة لانطلقت الغازات الساخنة (نحو الخارج) مسببه تمددها بشكل خرافي حتى تتلاشى تماما!!
.. وما يجعل الفرضية السابقة مقبولة نظريا وجود ظواهر كثيرة تؤيدها على الأرض؛ فبالاضافة لنموذج القنبلة الهيدروجينية - التي بدأنا بها المقال - يلاحظ أن أي كتلة غازية تدور حول نفسها كما في الأعاصير يصبح مركزها أبرد من سطحها (حيث يعمل التفريغ الهوائي على تبريده).. وقبل سنوات قليلة اكتشف الفلكيون ان في الكون سحابات هيدروجينية (تدور حول نفسها) ثبت ان مركزها ابرد من اطرافها بكثير.. أما الماء العادي فيمكن أن يغلي ويتجمد في نفس الوقت إذا تمدد بالقدر الكافي (حين يكون الضغط الواقع عليه يعادل 1الى 200من الضغط الجوي)!
إذاًالمعضلة قد لا تكون في اجتماع (النار والزمهرير) في نفس الموقع ؛ بل في عجزنا نحن عن تصور اجتماع نقيضين متنافرين كالنار والجليد!
منقول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
نعوذبالله من نار جهنم ومما رب إليها من قول أوعمل
((يوم نقول لجهنم هل أمتلأتِ وتقول هل من مزيد))
قليل منا يتخيل نفسه سيعذب في النار..
(ياترى لماذا...؟؟!!!)
وكثير منا يتخيل نفسه من أهل الجنة..
اللهم اصلح ظواهرنا وبواطننا ولا تطردنا من باب
رحمتك..