والله طبيب من الأطباء الكبار قال لي : أنا خرجت خمسين جيلا من الأطباء ، و معه ثلاثة بوردات ، مرت فترة ، عافاه الله الآن مريض ، لزم الدروس في هذا المسجد ، وكان بعد كل خطبة يزورني في المكتب ، حدثني عن حاله قال لي : جاءتني مريضة معها سرطان بالصدر منتشر ، ومعها زوجها ، فهو تألم من تفاقم هذا المرض ، فانتحى بزوجها جانباً ، و قال له : أنت مجرم ، قال له : لماذا ؟ قال له : هذا سرطان متطور جداً ، أين كنت في بداياته ؟ كان يمكن علاجه بالأشعة ، ممكن بالاستئصال ، ممكن بالدواء الكيماوي ، أين أنت ؟ قال له : كنا عند الطبيب الفلاني ما قال : إنه سرطان ، قال : التهابات، وأعطانا مضادا حيويا ، و مسكنات ، ثم قال هذا الطبيب الأستاذ الكبير : قال لي : والله طلاب الطب يعلمون أن هذا سرطان ، لو قال له : ورم خبيث انتهى عنده ، و انتقل إلى طبيب أعلى ، أبقاه عنده سنتين يعطيه كورتيزون ومسكنات ومضادات التهاب ، فلما علم الزوج ما فعل معه هذا الطبيب ، و الله يوجد أطباء ملائكة ، أنا ما أتحدث عن مهنة ، والله يوجد أطباء مؤمنون ، والله أولياء ، و عندهم إخلاص لا حدود له ، أنا أتحدث عن حالة واحدة أنا لا أتهم مهنة ، كل مهنة فيها جيدون و سيئون ، الزوج عندما علم الحقيقة انبطح على الأرض ، أي فعل حركات غريبة ، كأنه إنسان قد جنّ ، قال له : يا رب إذا كنت موجوداً فانتقم منه ، قال لي : والله اقشعر جلدي ، و ذهب وبعد ستة أيام ماتت المرأة ، قال لي : بعد أحد عشرة شهراً يأتيني إنسان أنيق جداً ، لكنه كئيب ، و جلس على المعقد متثاقلا ، قال له : تفضل ، قال له : أنا زميلك الدكتور فلان معي سرطان بالصدر ، الطبيب نفسه ، يقسم بالله بحسب خبرته أنه بدأ من دعوة هذا الزوج
( جزى الله الدكتور النابلسي خيرا)