لي قريب يعمل في تصليح السيارات له جار ، جاءه إنسان اشترى مركبة حديثة جداً من بلد خليجي ، وهو في نشوة فرحته أصابها خلل طارئ ، يقول لي قريبي : قضية تصلح في عشر دقائق ، المصلح انتبه أن هذا الإنسان لا يعلم عن السيارات شيئًا ، أي أنه جاهل ، و حريص على هذه المركبة ، ومتألم جداً من هذا الخلل الذي أصابها ، قال له : أريد أن أفك غطاء الكولاس ، وعشرة آلاف ليرة ، وافق رأساً ، ويريد ثلاثة أيام ، قال لي : أخذ عياله أولاده في أول يوم بعد أن صلحها في خمس دقائق إلى الزبداني ، وثاني يوم على طريق المطار ، و ثالث يوم على سوق وادي بردى ، وجاء رابع يوم صاحب المركبة ، فأعطاه إياها وأخذ عشرة آلاف ، وهو قد صلحها في خمس دقائق ، ماذا قال له هذا قريبي الذي هو جاره؟ قال له : حرام عليك ، هذا غش ، قال له : هكذا العمل ، بعد أربعة أيام يعمل ابنه في مخرطة فدخلت شظية صغيرة من الفولاذ في قرنية العين ، أخذه إلى بيروت دفع ست عشر ألف ليرة لبنانية ، كانت الليرة بمئة و ستين ليرة سورية ، أي قريبًا من أربعة وعشرين ألفاً دفعهم خلال ساعة ، الأحمق هو الذي يظن أن أعماله السيئة ينجو من عقاب الله بها
( جزى الله الدكتور النابلسي خيرا)