[
- قال أبو الأسود لابنه : يا بني إن ابن عمك يريد أن يتزوج ويجب أن تكون أنت الخاطب فتحفظ خطبة ،
فبقي الغلام يومين وليلتين يدرس خطبة ، فلما كان اليوم الثالث قال أبوه : ما فعلت ؟ قال : قد حفظتها .
قال : وما هي ؟ قال اسمع : الحمدلله ، نحمده ونستعينه ونتوكل عليه ، ونشهد أن لا اله إلا الله ، وأن
محمدا رسول الله ، حي على الصلاة ، حي على الفلاح ؛ فقال له أبوه : أمسك لا تقم الصلاة فإني على
غير وضوء !
2 - قال أبو حاتم : مررت بقوم قد اجتمعوا على رجل يضربونه ، فقلت لرجل يجيد ضربه : ما حال هذا ؟
قال : والله ما أدري ما حاله ، ولكنني رأيتهم يضربونه فضربته معهم لله عز وجل ، وطلبا للثواب !
3- قال بعضهم رأيت رجلا يبيع الرمان في الأسواق ، ويطعمه أهل سوقه ، ويسألونه عن مسائل تقع لهم
في الفقه ، وهو يكنى أبا جعفر ، فجاءته امرأة فقالت : يا أبا جعفر ؛ مريم بنت عمران كانت نبية ؟
قال : لا يا غافلة ! قالت : وايش كانت ؟ قال : من الملائكة !
4 - قال الجاحظ : دخلت واسط ، فبكرت يوم الجمعة إلى الجامع ، فقعدت ، فرأيت رجلا يقول لآخر :
الزم السنة ؛ حتى تدخل الجنة . فقال له الآخر : وما السنة ؟ قال : حب أبو بكر بن عفان ، وعثمان
الفاروق ، وعمر الصديق ، وعلي بن أبي سفيان ، ومعاوية بن شيبان ؟
قال : ومن معاوية بن شيبان ؟ قال : رجل صالح من حملة العرش ، وكاتب النبي صلى الله عليه وسلم
وختنه ، على ابنته عائشة !
5- رأى بعضهم جنازة قد أقبلت فقال : ربي وربك الله ، لا اله إلا الله ، فقال آخر : أخطأت !
إذا رأيت جنازة فقل : اللهم ألبسنا العافية ، فتشاجرا في ذلك ، فاحتكما إلى آخر ،
فقال : إذا رأيتم جنازة فقولوا : سبحان الله ، من يسبح الرعد بحمده ، والملائكة من خيفته !
6- قال منجم لرجل من أهل طرطوس : ما نجمك ؟ قال : ( التيس ) ، فضحك الحاضرون ، وقالوا :
ليس في النجوم ، والكواكب تيس . قال : بلى ، قد قيل لي وأنا صبي منذ عشرين سنة :
نجمك ( الجدي ) ؛ فلا شك أنه قد صار تيسا منذ ذلك الوقت !
7- وقع رجلان على قافلة فيها ستون رجلا ، فأخذوا مالهم ، وثيابهم ، فقيل لبعضهم :
كيف غلبكم رجلان وأنتم ستون ؟ فقالوا : أحاط بنا واحد ، وسلبنا الآخر ، كيف نعمل ؟!
8- مرض رجل مرة ، فلما اشتد به المرض أمر بجمع العيدان ، والطنابير ، والمزامير إلى بيته ، فأنكروا
عليه ذلك فقال : إنما فعلت ذلك لأني سمعت أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه شيء من آلات الملاهي ،
والفجور ، فان كان ملك الموت من الملائكة دفعته عني بهذه الأشياء !
9 - قال بعض الناس لمملوكه : أخرج وانظر هل السماء مصحية ، أو مغيمة . فخرج ثم عاد فقال :
والله ما تركني المطر أنظر هل هي مغيمة أم لا !
10- شهد رجل عند بعض القضاة على رجل ، فقال المشهود عليه : أيها القاضي تقبل شهادته ومعه عشرون
ألف دينار ولم يحج إلى بيت الله الحرام ؟
فقال : بلى حججت ، قال : فاسأله عن زمزم ، فقال : حججت قبل أن تحفر زمزم فلم أرها كان لبعض الأدباء ابن أحمق ، وكان مع ذلك كثير الكلام ، فقال له أبوه ذات يوم :
يا بني لو اختصرت كلامك إذ كنت لست تأتي بالصواب ! قال نعم . فأتاه يوما فقال :
من أين أقبلت يا بني ؟ قال : من ( سوق ) . قال : لا تختصرها هنا ، زد الألف واللام ،
قال : من ( سوقال ) . قال : قدم الألف واللام ، قال : من ( ألف ، لام ، سوق ) ،
قال : وما عليك لو قلت : ( السوق ) ، فوالله ما أردت في اختصارك إلا تطويلا . وقال هذا الولد
لأبيه : يا أبت اقطع لي ( جباعة ) ، قال : وما جباعة في الثياب ؟ قال : ألست قلت لي اختصر كلامك
، يعني ( جبة و دراعة ) !
2 - تذاكر قوم قيام الليل وعندهم أعرابي ، فقالوا له : أتقوم الليل ؟ قال : أي والله . قالوا : فما تصنع ؟
قال : أبول ، وأرجع أنام !
3 - عن أبي الحسن علي بن منصور الحلبي قال : كنت أحضر مجلس سيف الدولة ، فحضرته وقد انصرف
من غزو عدو له ؛ فظفر به . فدخل الشعراء ليهنئوه فدخل رجل وأشد :
وكانوا كفار وسوسوا خلف حائط وكنت كسنور عليهم تسلقا
فأمر سيف الدولة بإخراجه !
4 - دخل البحتري الشاعر على يوسف بن محمد ، فأنشده :
لك الويل من ليل تطاول آخره ... ؛ فقال له يوسف - قبل أن يكمل شطر البيت الآخر :
لك الويل ، والحرب !
5 - قال ابن خلف : قص قاص بالمدينة فقال : رأى أبو هريرة في إصبع ابنته خاتم ذهب ،
فقال : يا بنية ؛ لا تتختمي بالذهب فانه لهب ! فبينما هو يحدثهم إذ بدت كفه فإذا فيها خاتم ذهب ،
فقالوا له : تنهانا عن لبس الذهب ، وتلبسه ؟ فقال له : اسكت ، لم أكن ابنة أبي هريرة !
6 - وعن عبدالرحمن بن محمد الحنفي قال : قال أبو كعب القاص في قصصه : كان اسم الذئب الذي أكل يوسف حجونا ، فقالوا له : فان يوسف لم يأكله الذئب ، قال : فهو اسم الذئب الذي لم يأكل يوسف !
7 - وعن الزهري قال : بلغني عن حجاج الشاعر ؛ أنه مر يوما في درب وفي آخره ميزاب يسيل منه الماء ،
قال : أصابني ، لم يصبني ، أصابني ... فلما طال عليه ذلك ، جاء وجلس تحته ، وقال :
استرحت من الشك !
8 - قال الجاحظ : مررت بمعلم وقد كتب لغلام - وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه ، يابني لا تقصص رؤياك على اخوتك ، فيكيدوا لك كيدا ، وأكيد كيدا ، فمهل الكافرين أمهلهم رويدا -
فقلت له : ويحك ! فقد أدخلت سورة في سورة ، قال : نعم ، إذا كان أبوه يدخل شهرا في شهر ، فأنا أيضا أدخل سورة في سورة ، فلا آخذ شيئا ، ولا ابنه يتعلم شيئا !
9 - عن أبي حصين قال : عاد رجل مريضا فعزاهم فيه ، فقالوا له : انه لم يمت ! فقال : يموت إن شاء الله .
10 - قال ابن خلف : أخبرني أبو صالح البصري قال : ولد لرجل اسمه عبدالله ابن في غيبته ، فكتبت إليه امرأته تبشره بالمولود ، فكتب إليها : بلغني أنك ولدت ابنا فأحسن الله جزاءك ، وأعان على مكافأتك ،
وقد سميته ( محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم [/size][/color]