مدينة قلعة السراغنة ترحب بكم " تلفتكم لافتة تستقبلك كلما هممت بالدخول إلى مدينة قلعة السراغنة كغيرها من مدن المغاربة الذين يغدقون في الترحيب بضيوفهم , غير أن الغريب في أمر هذه المدينة هو سعة صدر سكانها وممثليهم الذين يمرون كل يوم على ألوان من القمامة تنتشر في كل مكان ؛ لا يمكن أن ننكر بحال من الأحوال وجود شاحنة للقمامات الصلبة لكنها وكما يعلم كل سكان المدينة قبل زائريها, لا يمكنها أن تلج كل الأزقة الشيء الذي جعلت معه كل الزوايا والأراضي غير المبنية مزابل أزكمت الأنوف وعددت الأمراض خاصة لدى الأطفال جراء الآزوت والعفن المنبعثين منها ناهيك عن ناقلات الأمراض المعدية كالذباب والبعوض.
إن الصورة المتعددة الألوان التي أصبحت عليها أزقة المدينة و جنبات طرقها تثير حافظة العام والخاص من رواد المدينة أما سكانها المغلوبون على أمرهم فلم توضع رهن إشارتهم حاويات الأزبال كما في عديد من المدن ولم يتسع وقتهم لانتظار الشاحنة التي تمر في وقت ما وفي خط ما
يتطلب أن تجاور مسؤولا ما كي لا تنسى سلة قاذوراتك فتتناثرها الكلاب والقطط الضالة خلال الليل والساعات الأولى من الصباح ولولا حاجة بعض سكان الدواوير المجاورة لبعض من تلك القمامة يجمعونها خلال الليل لدخلت القصة في باب حدث ولا حرج ...
من غير الطبيعي أن ترى هذه المدينة جميلة كما يدعي موقعها الجغرافي خاصة أن مجلسها البلدي ارتبط بملفات فساد عقارية و انهماك كلي على المشاريع الشخصية التي تفوت صفقاتها بطرق جعلت الرأي العام يتساءل أكثر ما مرة من خلال مجموعة من الوقفات الاحتجاجية قادها 14 إطارا من المجتمع المدني نهاية الموسم الاجتماعي المنصرم, لم تؤدي حتى إلى مساءلة شفهية للمسؤولين عن ذلك الفساد والإفساد الذي لا يدفع ثمنه إلا البسيط المحكوور من السكان .
إن ارتماء عدد من المسؤولين في أحضان عوائد العمليات المشبوهة جعل من فضاء المدينة مزبلة مخرسنة كبرى تتخللها مزابل قاذوراتية صغرى يرزح تحت تأثيرها المواطن الذي منع من حقه في متنفسات يعتادها ربما يروح عن حاله الميؤوس منها بشهادة أغلب المحللين .