أ"1 وتأتي على وجهين:
أحدهما: أن تكون لنداء القريب، كقوله:
1- أفاطم مهلا بعض هذا التدلل وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي2
الثاني: أن تكون للاستفهام، كقولك: أزيد قائم؟ وهي أصل أدوات الاستفهام، ولذلك اختصت بأمور:
أحدها: حذفها، كقوله:
2- فوالله ما أدري وإن كنت داريا بسبع رمين الجمر أم بثمان1
الثاني: أنها تجمع بين التصور والتصديق، وغيرها إما للتصديق كـ "هل"، أو للتصور كبقية الأدوات.
الثالث: أنها تدخل على الإثبات والنفي، مثل: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}2.
الرابع: تمام التصدير، فلا تذكر بعد أم التي للإضراب، فلا يقال: أقام زيد أم أقعد. ويقال: أم هل قعد. وإذا كانت في جملة معطوفة بالواو أو ثم أو الفاء قدمت على العاطف، مثل: {أَوَلَمْ يَسِيرُوا}1 {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ}2 , وغيرها يتأخر مثل: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}3، وعلى هذا فتكون الجملة التي بعد العاطف معطوفة على ما قبلها، هذا مذهب سيبويه4 والجمهور، وخالف الزمخشري وجماعة، فقالوا الهمزة في موضعها والمعطوف عليه جملة محذوفة بين الهمزة والعاطف تقدر بحسب المقام5، وهو ضعيف لعدم اطراده.
=====================
1 انظر: المغني ص 17.
2 هذا بيت من الطويل لامرئ القيس انظر: الديوان ص147، والشاهد قوله: "أفاطم" فقد استعمل الهمزة لنداء القريب.
1 هذا بيت من الطويل لعمر بن أبي ربيعة، انظر: الديوان ص 380، وهو فيه:
فوالله ما أدري وإني لحاسب
بسبع رميت الجمر أم بثمان
و الشاهد: قوله: بسبع، فالمراد: أبسبع.
2 سورة الشرح، الآية: 1.
سورة الروم الآية: 9 وسورة فاطر، الآية: 44 وسورة غافر: الآية: 21.
2 سورة يونس. الآية: 51.
3 سورة الأنبياء، الآية: 108.
4 انظر: الكتاب: 3 / 187 وما بعدها.
5 فتقدر الأولى مثلا: أمكثوا ولم يسيروا. "الهمع 2/69".